الخميس 21 نوفمبر 2024
العربية | Français ٰ
العربية | Français ٰ

شهادة عبد الحق المريني مؤرخ المملكة والمتحدث باسم القصر الملكي

عــبــد الــهــادي بــوطــالـــب

المفكر الموسوعي

 

رجل ذو شخصية متميزة، تميز بخلقه الفاضل وطبعه النبيل، وبرفعة خصاله، وشديد اعتزازه بنفسه ووضوح رؤيته في مواقفه ومبادئه.

رجل وطني بكل ما في الكلمة من معاني ودلالات.

مفكر سياسي، طبع الحركة الوطنية منذ نشأتها بافكاره الوطنية النيرة، المتعددة المناحي والبليغة المعاني.

برز بوطالب من خلال وظائفه السامية الوزارية والدبلوماسية في عهد العاهلين الراحلين الغظيمين محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما، كمفكر وموجه ومحلل وديبلوماسي محنك لكل القضايا المطروحة في الساحتين الوطنية والدولية سواء كانت سياسية أو فكرية أو دينية.

 

ولم يقتصر اهتمام بوطالب بالمجال السياسي الوطني والعربي والإسلامي، بل تجاوزه إلى مجال القضايا الدينية، والدراسات الإسلامية، والقوانين الدستورية، والعلوم اللغوية، ولا أدل على ذلك من مؤلفاته الستين في العلوم السياسية والقانونية والإسلامية واللغوية والتاريخية والأدبية والاجتماعية.

عبد الهادي بوطالب شاهد عيان على عصره وجيله، كان له مكان مرموقا في المسيرة النضالية والفكرية في بلاده منذ الثلاثينات من القرن الماضي إلى وفاته رحمه الله، سجل أحداثها، وحلل أطوارها وبحث في مكنوناتها.

بلغ الحقيقة إلى الأجيال الصاعدة، وجهر بها في كتاباته، لا يخاف لومة لائم، فكان أستاذها البليغ.

كان مدافعا قويا عن المبادئ المثلى، والأخلاق الفاضلة، والحقوق الإنسانية، والتعاليم الإسلامية الصحيحة التي لا تشوبها شائبة.

كان فقيها في العلوم الدنيوية والدينية، يفيض قلمه بالفوائد المتنوعة، والطرائف الفريدة والمعلومات المستفيضة، يعرف كيف يخاطب جميع طبقات الشعب المغربي حسب مستوياتهم الثقافية. كيف لا وهو الكاتب النابغة، الشديد الفطنة، السريع البديهة، القوي الذاكرة.

كان عبد الهادي بوطالب شديد الغيرة على تقاليد المغرب الحضارية، ومثله الأخلاقية، وعاداته العتيقة.

كان خير مدافع عن العرش المغربي لإيمانه المطلق بدوره الوطني الوجيه، فكان ولاؤه ووفاؤه لقضايا وطنه العليا محور تفكيره وعماد سلوكه طيلة حياته.

كان عبد الهادي بوطالب نموذجا فريدا من نوعه، في الجمع بين الثقافة الأصيلة والانفتاح على العلوم العصرية، فشكل بذلك المثل الأعلى للمثقف المغربي.

فالبحث العلمي مع قوة الشخصية ورصانة التفكير، جمعت بينه وبين أقطاب العلم والسياسة والفكر بالمغرب، كالشيخ المكي الناصري، وعلال الفاسي، ومحمد بلحسنا لوزاني وعبد الله كنون والمختار السوسي وغيرهم من الفطاحل رغم ما بينهم من اختلاف في التوجهات والميولات السياسية، ولكنهم كانوا متماسكين في حربهم الضروس ضد الاستعمار بالقلم واللسان.

كان عبد الهادي بوطالب مغربيا بامتياز، ملأ فضاء بلاده مدة نصف قرن من الزمن، فسوف لن يطويه النسيان ولن تجف الأقلام عن ذكره بعد وفاته.

إنه حي في ذاكرة التاريخ المغربي كباقي عظمائه وزعمائه ومفكريه، لأنه أدى رسالته أحسن ما يكون الأداء.

ندعو له المغفرة والرضوان وحسن الجزاء.

 

                         

                                                            بقلم:      عبد الحف ق المريني

                                                         مؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم القصر الملكي

شهادات
السيرة الذاتيه

نبذة عن حياة الفقيد الأستاذ عبد الهادي بوطالب

رسالة وأهداف

مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري

مقالات وندوات
مؤلفات
المركز الإعلامي