الاثنين 6 يناير 2025
العربية | Français ٰ
العربية | Français ٰ

شهادة الدكتور محمد الكتاني عضو أكاديمية المملكة المغربية

عبد الهادي بوطالب، رجل الدولة

الدكتور محمد الكتاني

  عضو أكاديمية المملكة المغربية

 

وباستحضار حياة الفقيد الكبير والوقوف على محطاتها الرئيسية، ندرك أنه كان رجل الدولة بهذه المعاني كلها. فقد التحم مع تاريخ المغرب المعاصر سواء في مرحلة مخاض تأسيس الدولة العصرية بعد الاستقلال، أو قبل ذلك في مخاض استرجاع المغرب لاستقلاله، إذ كان من النخبة الممثلة للفكر المغربي الملتزم بالقضية الوطنية، وللسياسي المحنك الفاعل في كل المنعطفات التي عرفها المغرب قبل الاستقلال وبعد الاستقلال. فكان رجل "الدولة" بمعنى الرجل المؤهل للمشاركة في صنع الدولة كمشروع سياسي، أو الرجل المؤهل لتحمل إحدى مسؤولياتها في التأسيس والبناء.

 

لكن، هل كان بالإمكان، أن يكون لشخصية عبد الهادي بوطالب وزنها في مجال صنع القرار، والمساهمة في بناء الدولة في تطابق مع التوجه العام الذي ساد المرحلة التاريخية للمغرب خلال النصف الثاني من القرن الماضي، بدون أن يكون قد اكتمل نضجه السياسي من خلال الممارسة والمعاناة، والتلاحم مع القوى الجماهيرية العريضة، التي تعبر عن تطلعاتها وانتظاراتها من خلال التيار السياسي الذي تنخرط فيه. وبالتالي هل كان يمكن وجود رجل دولة فاعل في ترسيخها قبل وجوده سياسيا على صعيد الممارسة والتلاحم مع الجماهير المؤمنة بحقها في الكفاح السياسي نحو هدف مرسوم؟.

 

لا شك في أن الفقيد كان نموذجا في هذا المجال، فهو كما نعلم قد التحق بالخلايا السرية الأولى للحركة الوطنية الفتية، في أواخر الثلاثينيات، عقب اعتقال المرحومين علال الفاسي ومحمد حسن الوزاني. وكانت الخلية التي ينتمي إليها يرأسها المرحوم الهاشمي الفيلالي، وأنه كان من مؤسسي حزب الشورى والاستقلال في أواخر الأربعينيات، برفقة المرحوم أحمد بنسودة، وأن المغفور له محمد الخامس ضم بوطالب إلى رفقة ولي عهده يومئذ المغفور له الحسن الثاني للرحلة إلى طنجة 1947. مما يعني أن فقيدنا كان منذ تجاوزه العشرين من عمره شابا نابغة، متقدا وطنية، فانخرط يومئذ في الحركة التي سيتحول في خضمها إلى قيادة من قياداتها البارزة في معركة الاستقلال وأطوار ما بعد الاستقلال.

شهادات
السيرة الذاتيه

نبذة عن حياة الفقيد الأستاذ عبد الهادي بوطالب

رسالة وأهداف

مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري

مقالات وندوات
مؤلفات
المركز الإعلامي