السبت 19 أبريل 2025
العربية | Français ٰ
العربية | Français ٰ

شهادة الدكتورة نجاة المريني أستاذة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية

كــــلــــمـــة

الدكتورة نجاة المريني

أستاذة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية

جامعة محمد الخامس – الرباط

 

لابد لي في البداية من كلمة شكر رقيقة لمعالي الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام لمنظمة الإيسيسكو لاستدعائي للمشاركة في  هذا الحفل التأبيني الذي تقيمه المنظمة للأستاذ العلامة الدكتور عبد الهادي بوطالب في إطار ثقافة الاعتراف، وفاء وتقديرا لجهوده في إرساء قواعد هذه المنظمة العتيدة باعتباره أول مدير لها، وتقديرا لعطائه المتنوع والخصب في مجالات معرفية عديدة، فهو الأستاذ الجامعي القدير، والسياسي المحنك، والدبلوماسي الناجح، والمستشار الأمين، والمفكر الرصين، والكاتب الحصيف، والمحاور الذي لا يشق له غبار في أي موضوع كان، وبتعبير القدامى هو العالم المشارك الذي يستجلي آفاق المعرفة في كل مكان، فقد استطاع منذ شبابه المبكر أن ينال إعجاب الملك الراحل محمد بن يوسف لتفوقه في دراساته وإحرازه على شهادة العالمية من جامعة القرويين في سن مبكرة، توج ذلك بالنجاح في الدرس الذي ألقاه أمام جلالته مما خوله الحظوة بالانتساب إلى المعهد المولوي أستاذا لولي العهد الأمير مولاي الحسن.

 

الأستاذ الدكتور عبد الهادي بوطالب متعدد المشارب الثقافية، متنوع الاهتمامات الفكرية، غزير الإنتاج، يصعب الحديث عنه في لحظات أو تلخيص جهوده في ورقات، تتوزعه مهام الأستاذية والحزبية والسياسة والدبلوماسية والإدارة العامة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- لفترة عشر سنوات 1982-1991، وفي كل مجال له حضور متألق مشرق، ومع ذلك، لم تشغله هذه المهام المتعددة خلال نصف قرن من حياته عن الكتابة والتأليف، عن ممارسة الهواية الخالدة، عن هواية القلم في مختلف المراحل إلى أن اختاره الله إلى جواره، ظل القلم رفيقه وصاحبه في الحل والترحال، فخلد صفحات رائدة على مستويات عديدة، في مؤلفات اختلفت موضوعاتها وتشابكت خيوطها.

 

العلامة عبد الهادي بوطالب الأستاذ الجامعي، المفكر والأديب واللغوي، قارئ نهم، كتاباته المتنوعة ودراساته العميقة للأوضاع العربية والإسلامية والعالمية تكشف عن قدرة كبيرة على الانفتاح على المستجدات الفكرية والثقافية والسياسية في العالم، وعلى التتبع الدقيق لمجريات الأحداث، فكان قلمه المتدفق مواظبا على الكتابة والتأليف بيقظة وحذر وأسلوب سلس أنيق، يقول عن هذا التهمم بالقراءة والكتابة : «شفتني ملازمة القراءة والكتابة من بعض أمراضي، وداومت القراءة والكتابة طول عمري، ووجدت فيهما البلسم الشافي والوصفة العلاجية التي لا يمارسها طبيب، أستمتع بهما عما يقلقني أو يزعجني». (من مقاله خواطر وخلجات وذكريات،2).

 

ويمكن الحديث عن الدكتور عبد الهادي بوطالب  باقتضاب من خلال محطات هامة في حياته العلمية منذ أن استطعم الكتابة ولذت له ممارستها :

 

الأستاذ بوطالب الصحفي المتألق :اهتم منذ شبابه المبكر بالكتابة الصحفية، فكان عمود "هذه سبيلي" في جريدة الرأي العام، لسان حزب الشورى والاستقلال في الخمسينيات، ويتناول مقالات سياسية منها حرب الاستعمار والدفاع عن الصحراء وغيرها، عبر من خلالها عن مواقف الحزب الذي كان ينتمي إليه بجرأة وشجاعة، منذ أن كان محررا بهذه الجريدة ومراسلا لها عن الزيارة التاريخية للسلطان محمد بن يوسف إلى مدينة طنجة سنة 1947، وقد جمعت هذه المقالات وصدرت في جزأين سنة 1980.

 

وفي هذا المجال، وفي فترات مختلفة تألق قلم العلامة بوطالب بكتابة مقالات بصحف مغربية وعربية منها الشرق الأوسط والأحداث المغربية والاتحاد الاشتراكي والتجديد والصحراء المغربية وجريدة الخليج بالإمارات العربية المتحدة وغيرها.

 

ولتعدد مؤلفاته وتنوعها وموسوعية البحث في كل فنون القول، فقد أغرى العديد من الصحفيين لإجراء حوارات معه حول حياته السياسية والدبلوماسية والثقافية، وحول مواقفه في اللحظات العصيبة في تاريخ المغرب قبل الاستقلال وبعده، فلم يتردد ولم يبخل برأي أو معلومة، بل كان دفقا ثراء لمعلومات سجلتها الذاكرة اليقظة وأثمرت تلكم الحوارات عن رصيد من المذكرات منها :

 

ذكريات، شهادات ووجوه:وهي مذكرات نشرتها جريدة الشرق الأوسط سنة 1990، في حلقات بعنوان : صفحات من كتاب ذكريات وشهادات ووجوه، وصدرت في جزأين، «يتطرق الجزء الأول لملامح عصر النهضة في العالمين العربي والإسلامي التي ارتكزت أساسا على الحركات الفكرية والسياسية التي عاشها المغرب في فترة الاستعمار تأكيدا لهويته وانتصارا لحريته»، وصدر سنة 1992. أما الجزء الثاني فيتناول الحديث «عن المعركة الوطنية التي خاضها وهو مسؤول سياسي ووطني»، وبصفة عامة فالكتاب يحكي تجربة الأستاذ في الميدان السياسي الذي خاض غماره أكثر من خمسين سنة، كما يحكي علاقاته بالعديد من ملوك ورؤساء الدول الذين التقى بهم في المؤتمرات السياسية أو الاقتصادية، أو أثناء قيامه بمهمات سياسية خاصة، وصدر سنة 1993.

نصف قرن في السياسة(باللغتين العربية والفرنسية) : وهو مجموع حوارات مع جريدة الشرق الأوسط سنة 2000، تناولت المسار السياسي للأستاذ بوطالب وآراءه في مختلف الأحداث والوقائع التي عرفها المغرب منذ الثلاثينيات، وعن وظيفته كمستشار للملك ووزير دولة ورئيس للبرلمان ووزير في حكومات عديدة، وعن رأيه في حركة الإصلاح التي يعيشها المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس إلى غيرها من الموضوعات، وصدرت هذه الحوارات بعنوان "نصف قرن في السياسة" ضمن منشورات الزمن سنة 2001.

 

هذه قصتي: وهي أيضا حوارات امتدت عشرين أسبوعا بجريدة الأحداث المغربية سنة 2004، وصدرت سنة 2005 ضمن منشورات الأحداث المغربية في إطار كتاب الشهر (العدد 15)، وتتناول «قضايا وخبايا وأسرار عن المغرب وأحداثه ورجاله على مدى ستين سنة» كما جاء في العنوان التفصيلي للكتاب.

 

تميزت هذه الحوارات بأسلوب سلس قريب التناول، فحافظته يقظة في استعراض الأحداث وتحليلها بحيطة وحذر، إنها شهادات حية عن المشاهد السياسية التي عاشها المغرب وخاض الأستاذ بوطالب غمارها في فترات قوة وضعف، وعن عالم السياسة يقول : «بحر السياسة متلاطم الأمواج، لا يستقر على جو ولا يأمن داخله ومصارع أمواجه عواقبه» (مما ورد في غلاف ظهر كتاب هذه قصتي).

 

وفي إطار الحديث عن المذكرات من خلال الحوارات الصحفية : الحوارات المتلفزة التي أجرتها مع الأستاذ بوطالب قناة الجزيرة :

 

أولا : شاهد على العصر: وهو سبع حلقات سجل خلالها الإعلامي أحمد منصورحوارا مع الأستاذ بوطالب سنة ثمان وألفين، تطرق فيها إلى مراحل حياته بدءا بأسرته وبظروف التحاقه بجامعة القرويين واختياره أستاذا لولي العهد الأمير مولاي الحسن، مرورا بمسؤولياته السياسية والدبلوماسية والاستشارية، وانتهاء بتوشيحه بالحمالة الكبرى لوسام العرش سنة 2006 من طرف جلالة الملك محمد السادس. وإن كانت الأسئلة ملغزة ومستفزة حول قضايا شائكة وساخنة، فقد كان الأستاذ بوطالب يحسن الجواب بتحليل دقيق حينا وباقتضاب حينا آخر بذكاء وقاد يبين عن قدرة عجيبة على حسن التخلص، «مؤكدا أن الوطنيين على اختلاف انتماءاتهم يعتبرون الملكية هي الوسيلة الوحيدة لجمع شتات المغرب حول شخص الملك ومؤسسته»، مذكرا بأن السياسة تدعو إلى التأقلم مع الأوضاع الجديدة في كل وقت.

 

ثانيا : بلا حدود :وهي حلقة متلفزة قام بتنشيطها الإعلامي أحمد منصور مع الأستاذ بوطالب، أجاب خلالها الأستاذ على الأسئلة الكثيرة التي أثارها حواره في برنامج شاهد على العصر في شهر شتنبر 2008، خاصة ما يتعلقبلاءاته المتعددة عن أسئلة تخص الوضع السياسي في المغرب في سنوات بعينها، وكان الأستاذ بوطالب مرحبا بكل الانتقادات مجيبا عما كان يراه غامضا من الموضوعات، مؤكدا صدقه ونزاهته في كل جواب تصدرته تلك اللاءات التي أثارت استغراب بعض المشاهدين من خلال مراسلاتهم أو خطاباتهم المباشرة، وإن كانت الانتقادات قاسية في بعض الأحيان، فقد كان يجيب بتحد وثقة في النفس وبموضوعية وارتياح، يقول : «أنا أعمل بالقول المأثور : قل كلمتك وامش، ما قلت في شهادتي إلا الصدق، والتاريخ أكبر شاهد»، منبها إلى تجنب الأحكام الخاطئة التي تطلقها بعض الجهات على المسؤولين أو القياديين.

 

زيارة خاصة:وهي استضافة للأستاذ بوطالب في حلقتين حواريتين متلفزتين أعدهما الإعلامي سامي كليب لقناة الجزيرة في أكتوبر 2003، أثيرت فيهما موضوعات مختلفة، منها طبيعة الحركة التعليمية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني انطلاقا من أستاذيته في المعهد المولوي، وانتهاء بالدور الريادي للجامعة المغربية التي بلغ عددها خمس عشرة جامعة، كما تناول الحديث علاقة المغرب بدول عربية في فترات حرجة من تاريخها كسوريا ومصر وليبيا، كما لم يغفل المحاور التركيز على ظروف صعبة اجتازها المغرب ليستفز الأستاذ بوطالب وهو في مركز المسؤولية كأحداث 23 مارس 1965 وإعلان حالة الاستثناء في المغرب والعلاقات المغربية الجزائرية وغيرها، لكن الملاحظ أن الأستاذ كان يتميز بسعة أفق وشجاعة في إبداء الرأي بعيدا عن التزايد في الخطاب مما يثير الإعجاب بشخصيته ومواقفه متمثلا بالحكمة التي تقول : «حق يضر خير من باطل يسر».

 

أما مؤلفات الأستاذ بوطالب، فهي تحكي قصة سياسي كبير لم تشغله السياسة عن عالم الفكر والثقافة، إنها تحكي قصة الأستاذ الباحث المتمرس بالبحث والدرس، الشغوف بالكتابة والتأليف في الموضوعات التي تشغل فكره وتحرك قلمه بأناة وتبصر وحسن أداء، فهو لم يكتف بالتأليف في موضوع واحد : وإنما هي موضوعات متنوعة عديدة تؤكد موسوعيته ونبوغه وغنى مؤهلاته، يقول الأستاذ بوطالب : «يبلغ عدد مؤلفاتي واحدا وسبعين مؤلفا (71) في التاريخ والأدب والقصص التاريخي والقانون الدستوري» (من مقاله خواطر وخلجات وذكريات، 2)، ومن ثم فهو :

 

الأستاذ بوطالب اللغوي: وله ثلاثة مؤلفات في اللغة، إذ أرقه ما تعانيه اللغة العربية من تمزق وضعف، وشغله ما يثيره أمر التعدد اللغوي من بلبلة في النفوس والأفكار، فألف كتابه الأول عن "الحقوق اللغوية : حق اللغة في الوجود والبقاء والتطور والنماء والوحدة" : وهو كتاب تحليلي يعنى بحقوق اللغة في أي بيئة كانت، مشيرا إلى أن «التعدد اللغوي لا يشكل خطرا على اللغة أو اللغات إلا إذا تم في بيئة تطغى فيها لغة أجنبية على اللغة الوطنية، بخلاف الازدواج اللغوي بين لغات تنتمي إلى نفس المنظومة الثقافية، كما هو الشأن بالنسبة للغة العربية والأمازيغية خلال تاريخ المغرب وحاضره»، وصدر سنة 2003.

 

الكتاب الثاني : معجم تصحيح لغة الإعلام: وقد سبق أن حرصت جريدة العلم المغربية على نشره في حلقات تهمما به وبتصويباته، فالإعلام يعاني من مشاكل أكثرها ضررا للأخطاء اللغوية، فجاء هذا المؤلف «لتصحيح بعض أخطاء لغة الإعلام العربي وما تنطق به الألسنة وما لا تخلو منه بعض الكتب من أخطاء لغوية، إذ تصحيح الأخطاء بتطبيق القواعد أفضل وأولى من استعمال الشاذ، حتى لا تصبح اللغة لغتين»، كما أشار إلى ذلك في مقدمة الكتاب، وهو مرتب حسب حروف المعجم، وصدر سنة 2006.

 

الكتاب الثالث : دور الإعلام في رفع التحديات التي تواجه العالم الإسلامي: وفيه ينبري المؤلف للمضايقات التي يعايشها العالم الإسلامي والحرب التي تشنها الدول الاستعماريةضده،منبها إلى أن للإعلامدورا كبيرا في رفع التحديات ومواجهة الخصوم بالمنطق السليم والرؤية الصائبة، كما أنه أي الإعلام سلاح حاد للنجاح في الدفاع عن كل الاتهامات التي يوجهها الغرب إلى المسلمين في أنحاء العالم، وصدر ضمن منشورات الإيسيسكو سنة 1988.

 

الأستاذ بوطالب الاجتماعي: لم تغب عن الأستاذ، وهو أول وزير للعمل والشؤون الاجتماعية في الحكومة المغربية، أحوال المجتمع وما يجب أن يساعد على ارتقائه، ولن يتم ذلك إلا بتحرير المرأة من الجهل والتبعية، باعتبارها اللبنة الأساس في الأسرة، فألف في الموضوع "حقوق الأسرة وتحرير المرأة"،وصدر سنة 2005.

 

الأستاذ بوطالب السياسي والقانوني: وهو الأستاذ الجامعي المحنك في الشريعة والقانون، وهو المدير العام المؤسس لمنظمة الإيسيسكو، حيث عالج عن قرب وبرؤية واضحة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ومن ثم قدم لنا عصارة فكره وتجاربه في الميدانين العربي والإسلامي من خلال مؤلفات منها :

 

-         المرجع في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية في جزأين.

-         النظم السياسية المعاصرة.

-         النظم السياسية في العالم الثالث.

-         الحكم والسلطة والدولة في الإسلام.

 

في القضايا العربية والإسلامية:

-         حقيقة الإسلام، لكي نفهم الإسلام أحسن، (باللغتين العربية والفرنسية).

-         الإيسيسكو والصحوة الإسلامية.

-         العالم الإسلامي والنظام العالمي الجديد، (باللغتين العربية والفرنسية).

-         نظرات في القضية العربية، (باللغتين العربية والفرنسية).

-         بين القومية العربية والتضامن الإسلامي.

-         ملامح الدبلوماسية العالمية في القرن الواحد والعشرين.

 

في نقد العولمة :

-           العالم ليس سلعة.

-           من قضايا الإسلام المعاصر، في جزأين وصدر سنة 2006.

 

الأستاذ بوطالب الأديب: وأشهر مؤلف نال حظا من الدرس منذ فترة بعيدة، روايته التاريخية "وزير غرناطة"، ونشرت منذ سنة خمسين وتسعمائة وألف، وآخر طبعاتها الطبعة السابعة الصادرة سنة 2004. في هذه الرواية تبدو شخصية المبدع المرهفة وهو يحكي قصة حياة السياسي الأديب ذي الوزارتين ابن الخطيب في ربوع المغرب والأندلس، وما عاشه من أحداث سياسية رفعته حينا وألقت به أخيرا في غياهب السجن لتكون النهاية مأساوية مؤلمة.

 

وروايةالهروب، وقصة مدينة الأحلام، ونشرتا مؤخرا. لم أتمكن من الاطلاع عليهما.

 

وعلمت بأن أشعارا كان ينشرها بمجلة الثريا التونسية في أواسط الأربعينيات، ولم يسعفني الحظ بالاطلاع عليها.

 

الأستاذ بوطالب في رحاب تفسير القرآن الكريم: وعنون تفسيره بــ : "قبسات من الذكر الحكيم"، وقد صدرت منها خمسة أجزاء، وكان ينشر حلقاتها كل جمعة بجريدة "التجديد"، وأتم شرح عشر سور من القرآن الكريم بدءا بسورة الفاتحة، وانتهاء بسورة الأنعام. يقول عن هذه القبسات : «إنها مجموعة خواطر عنت لي بإلهام من الله سبحانه وتعالى من خلال قراءاتي المتوالية طيلة سنوات للقرآن الكريم بقلب مؤمن وفكر منفتح على فهم جديد لبعض آياته»(مقدمة القبسات). وتشرف بتقديم هذه القبسات إلى جلالة الملك محمد السادس في ختام أحد الدروس الرمضانية يوم 10 أكتوبر 2006.

 

الأستاذ عبد الهادي بوطالب: أستاذ الملك الراحل الحسن الثاني وأستاذ الملك محمد السادس، والأستاذ الجامعي بكليتي العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، في جامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، يقول عن أستاذيته في خواطره (2) : «تخصصت في القانون الدستوري وحصلت على الدكتوراه ودرسته في كليتي الحقوق بالرباط والدارالبيضاء ما يزيد على عشر سنوات».

 

الأستاذ بوطالب المحاضر: وفي الألفية الثالثة لم يتردد الدكتور عبد الهادي بوطالب في تلبية طلب عمداء كليات عديدة ومؤسسات علمية وسياسية للمشاركة في ندواتها أو لإلقاء دروس افتتاحية أو محاضرات، فمن الندوات العلمية التي شارك فيها (تسع ندوات) منها :

 

-ندوة بمناسبة الذكرى الخمسينية لاستقلال المغرب نظمتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة الحسن الثاني، بالمحمدية، وكان موضوع العرض : "من هندسة عولمة الثقافة إلى تصنيع ثقافة العولمة"، بتاريخ 2005.11.30.

 

-ندوة نظمتها كلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس، بالسويسي في الرباط، بعنوان : انفتاح على الثقافات، وكان موضوع المشاركة : "هجمة العولمة : حتمية الحوار بين الحضارات والثقافات والديانات لتلافي صدامها"، بتاريخ 2005.4.27.

 

-مائدة مستديرة نظمتها مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية، بالدارالبيضاء، وكان موضوع مشاركته : "الحوار بين الثقافات والحضارات" بتاريخ 2005.9.28.

 

-المؤتمر الإسلامي الدولي حول "حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر"، نظمته مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي بعمان، في الأردن، أيام 4-6 يوليوز 2005، وكان موضوع مشاركته : "حقوق الإنسان وحقوق الأسرة، وحق المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام".

 

-ندوة علمية تحت شعار "من أجل تنمية متكاملة للإنسان"، نظمها المركب الثقافي ثريا السقاط بمدينة الدارالبيضاء، وكان موضوع مشاركته : حول الحركة الإسلامية والدور التنموي، بتاريخ 2006.1.21.

 

-ندوة علمية نظمتها اليونسكو والإيسيسكو حول تشجيع الحوار بين الثقافات والحضارات، شارك بموضوع تحت نفس العنوان بناريخ 16 يونيو 2006 بفندق هيلتون بالرباط.

 

-ندوة علمية نظمتها كلية آداب عين الشق بالدارالبيضاء بتعاون مع المجلس العلمي المحلي موضوع مشاركته : الثقافة الإسلامية وتحديات العصر بتاريخ 2006.11.21.

 

-شارك في أول مؤتمر للجمعية العالمية لإريك فروم خارج الحدود الأوروبية في أبريل 2007، فألقى العرض الافتتاحي وعنوانه : "مساهمة النزاعات الإنسانية في حوار الثقافات".

 

-ندوة وطنية حول قضية الصحراء المغربية نظمها النادي الدبلوماسي المغربي، وتناول الأستاذ بوطالب "الجانب السياسي والقانوني في قضية تحرير الإقليم الصحراوي"، بتاريخ 2005.3.7.

 

وفي إطار المحاضرات والدروس الجامعية، فقد شارك في العديد منها :

 

-محاضرة موضوعها "الأسرة المغربية ورهان التنمية" ألقاها تلبية لدعوة الجمعية المغربية للتضامن بالمركب الثقافي التابع لمقاطعة عين الشق بالدارالبيضاء، يوم 2005.5.14.

 

-محاضرة حول حوار الحضارات لا صدامها : ألقاها برحاب جامعة الحسن الأول بسطات بتاريخ 2005.5.24.

 

-محاضرة عنوانها : "الإصلاح : المكتسبات والآفاق"، ألقاها بنادي بنك المغرب بالرباط، بدعوة من المنتدى الوطني لوزارة التربية الوطنية والبحث العلمي بتاريخ 2005.7.20.

 

-محاضرة موضوعها : "رسالة الجامعة في عهد العولمة"، ألقاها بدعوة من الجامعة الشعبية بمراكش، دورة عبد الهادي بوطالب، بتاريخ 2006.5.25.

 

كما ألقى درسين افتتاحيين، الأول بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش بتاريخ 2006.9.20، والثاني بكلية آداب الجديدة بتاريخ 2006.11.23، في موضوع واحد : "الجامعة في عهد العولمة بين التكوين والتنوير".

 

بهذه الوفرة من المحاضرات والعروض نأمل أن تعمل منظمة الإيسيسكو على جمعها وطبعها في كتاب يحفظها من الضياع لغناها وبعد نظر صاحبها ولأبعادها الثقافية والسياسية.

 

عبد الهادي بوطالب عضو أكاديمية المملكة المغربية وعضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت) بعمان بالأردن، حصل على جائزة الاستحقاق الكبرى للمملكة المغربية سنة 1990، وعلى جائزة المغرب الكبرى للثقافة سنة 1994، وعلى وسام الاستحقاق الفكري من المملكة الأردنية الهاشمية سنة 2002، وعلى وسام الاستحقاق من منظمة الإيسيسكو سنة 1992، وعلى وسام العرش من طرف جلالة الملك الحسن الثاني، وعلى وسام الحمالة الكبرى لوسام العرش من طرف جلالة الملك محمد السادس.

 

الأستاذ الدكتور عبد الهادي بوطالب عالم مشارك بالمصطلح المتعارف عليه قديما، فهو مثقف ومفكر وفقيه قانوني وعالم أديب، اجتمع فيه ما تفرق في غيره، حباه الله موهبة صقلها بدراساته وأبحاثه وقراءاته وخبراته وتجاربه، فهو شخصية متعددة الجوانب والملامح، سياسي مرموق له جولات في الميدان السياسي والدبلوماسي، وحضور مشرق في الساحتين العربية والإسلامية وتألق في السوح الفكرية والثقافية، وإشعاع ممتد في رحاب الجامعة والملتقيات العلمية وغيرها، وثراء في مجال الكتابة والتأليف.

 

شخصية فذة، سياسي حصيف، مثقف موسوعي، مفكر رصين، كاتب متمرس، احتفت به وبعطائه الثري الغزير في الميادين المتعددة مؤسسات ثقافية وفكرية وسياسية، منها منتدى أصيلة ومنظمة الإيسيس٧

شهادات
السيرة الذاتيه

نبذة عن حياة الفقيد الأستاذ عبد الهادي بوطالب

رسالة وأهداف

مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري

مقالات وندوات
مؤلفات
المركز الإعلامي