الأحد 5 مايو 2024
العربية | Français ٰ
العربية | Français ٰ

ٍٍٍٍحقيقة الإسلام

يكاد يكون للإسلام -كلما جرى ذكره على أي لسان أو قلم- مفهوم مغاير، حتى لقد يبدو في شكل إسلامات أو نزعات لا تلتقي في حد مرسوم.

ومرد ذلك إلى أن الإسلام يعاني من جهله من لدن الكثير. وحتى من عدد من المسلمين أنفسهم، أو من تعمد البعض تقديمه على غير حقيقته، أو من كون خصومه ثد وضعوا له مسبقا في أذهانهم صورة مشبوهة، ثم أخذوا يجهدون فكرهم في التذرع بالمبررات التي يتصيدونها من خلال تشريعاته التي حرفوا فيها الكَلِم عن مواضعه.، وأخرجوا بعض نصوصها عن سياقها، فصوروا  الإسلام في صورة الدين الجامد، الحقود المتطرف، الداعي للعنف، وبالتالي فالتشبث به والدعوة إلى العودة إلى ينابيعه في عصر التطور والتقدم رجعية ممقوتة ونكسة إلى الوراء.

وهذا الكتاب مساهمة متواضعة لتقديم الإسلام في صورته الخقة : صورة الإسلام المسالم الذي تطبع تعاليمَه الرحمةُ والعدل، وتناهض العنف والعدوان وقتل النفس بغير حق، وتدعو إلى التعايش السلمي بين الديانات والحضارات والمجتمعات على اختلاف خصوصياتها.

إسلام يعترف بالآخرين، ويمد إليهم يد التعاون، ويريد أن يقيم معهم مجتمع الفضائل على أساس "عولمة" الإنسان الذي كرمه الله وجعله خليفته فوق الأرض لإعمارها وتدبير أمرها بالعدل والقسطاس.

إننا آثرنا أن نترك الإسلام في هذا الكتاب يقدم نفسه بنفسه، بما زخرت به فصول الكتاب من آيات وأحاديث تعرِّف بالإسلام الحق وتبرز صورته المشرفة.

لم نتدخل نحن بالسعي إلى تأويل النصوص الواردة فيه بما يخدم الدعوة إلى الإسلام. فالكتاب ليس رسالة دعوة للدخول في الدين الإسلامي، كما أنه ليس كتاب بحث جامعي حافل بالدراسات، وإنما هدفه التوصل موضوعيا وبافتضاب إلى التعريف بالإسلام بدون تعصب ولا تجاف للحقيقة.

وقد عُني هذا الكتاب خاصة ياقتحام جملة من "المؤاخذات" التي يأخذها على الإسلام من يجهلونه أو يتجاهلونه أو يتعمدون الإساءة إليه سعيا لكشف زيف تلك المؤاخذات ووضع الأمور في نصابها.

فعسى أن يحقق نشر الكتاب ورواجه الهدف النبيل المتوخى من إصداره، وأن يأخذ بيد قارئه ليريط بينه وبين الحقيقة المفترى عليها.

المؤلف : د. عبد الهادي بوطالب

الناشر: أفريقيا الشرق 2004

مؤلفات
السيرة الذاتيه

نبذة عن حياة الفقيد الأستاذ عبد الهادي بوطالب

رسالة وأهداف

مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري

مقالات وندوات
مؤلفات
المركز الإعلامي