هذا كتاب آخر يعالج قضية العولمة ويسلط الأضواء الكاشفة عليها، يأتي بعد إصدارنا سنة 1999 كتاب "العالم ليس سلعة"، نحيِّن به تقييمنا لهذا النظام ونقوم ما فيه من اعوجاج بقراءة نقدية علمية له نستخلص بها ما له من حسنات وما عليه من سيئات.

نريد أن يساهم هذا الكتاب في النقاش الفكري العالمي الذي واكب ظهور العولمة وما يزال صاخبا بين مؤيديها ومعارضيها.

نرصد في هذا الكتاب مجالات عمل العولمة وطرائق عملها والتقنيات المتطورة التي تستخدمها لبسط سلطتها على الفضاء العالمي. ويتوقف قطار الكتاب مطولا عند بعض المحطات الأساسية التي اجتازتها العولمة، ويختصر الحديث عن محطات ثانوية يمر بها سريعا.

يستخلص الكتاب أن العولمة نظام يستفيد منه الرأسمال الأقوى والمقاولات المؤهلة لخوض حرب التنافس على الأسواق التي لا يملك فيها العالم المتخلف القدرة على التنافس.

يوضح الكتاب النظم السياسية الاقتصادية العالمية المستفيدة من هذا النظام وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميريكية، كما يشير إلى أن الأغنياء عبر العالم ازدادوا في تجربة نظام العولمة غنى وكسبا، وأن الفقراء ازدادوا فقرا وحرمانا وتهميشا.

وفي نهاية هذا الكتاب رصد لحركة مناهضة العولمة التي تطورت من المعارضة إلى اتخاذ مبادرة صنع عولمة جديدة (أو خلق عالم جديد) يكون أكثر عدالة وإنسانية، تستفيد منه الطبقات الثرية الممسكة باقتصاد العالم، والطبقات الفقيرة المغلوبة على أمرها إن لم يكن على السواء فعلى الأقل بما يقلص حجم تباعد المسافة الفاصلة بين عالم الشمال وعالم الجنوب.

مارس 2004

المؤلف

الطبعة الأولى 2004

مطبعة دار النشر المغربية