الجمعة 27 سبتمبر 2024
العربية | Français ٰ
العربية | Français ٰ

القرآن والعلم (الحلقة 8)

  • القرآن والعلم 

ويبدو إعجازه في ميدان المعرفة والعلم بما فيه العلم الحديث، حيث حفل بآيات تتحدث بثراء عن الأرض والسماء من الجوانب العلمية، وعن كيفية خلقها، وعما يهم عوالم الحيوان والنبات والتناسل البشري، وخلت هذه الموضوعات كلها من أي تناقض أو مجافاة للعقل الذي جاء القرآن يحض على استعماله والاستنجاد به لفهم الحقائق التي جاء بها الإسلام، والمعروف أنه في الحقبة التاريخية التي نزل فيها القرآن حاملا معطياته العلمية كانت البشرية في العهود المظلمة، أو كانت المعارف فيها في ركود، وإن بعض المعلومات التي جاء بها لم يقع التأكد منها إلا في هذا العصر، وهذا أعظم إعجاز.

إن القرآن يحتوي على إشارات بوجود كواكب في الكون تُشبه الأرض، وفيه الإشارة إلى قدرة ابن آدم على اختراق الفضاء إذا استعان على ذلك بسلطان (هو سلطان العلم).                                                                                                                                                                     

وقد أبرز هذا كله بدقة علمية الدكتور موريس بوكاي في كتابه : "القرآن والتوراة والإنجيل: دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعرفة الحديثة"، وكتب يقول في مقدمته : "لقد قمت أولا بدراسة القرآن الكريم، وذلك دون فكر مسبق، وبموضوعية تامة باحثا عن درجة اتفاق نص القرآن مع معطيات العلم الحديث، وكنت أعرف قبل هذه الدراسة وعن طريق الترجمات أن القرآن يذكر أنواعا كثيرة من الظواهر الطبيعية، ولكن معرفته كانت وجيزة، وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أستخرج قائمة لتلك الظواهر التي ذُكرت في القرآن، أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث".

وضمن معجزات القرآن توحيده اللغة العربية، وجمع لهجاتها التي كانت قبله على لغة واحدة هي لغته، ومن خلال التوحيد اللغوي اجتمعت القلوب على الإيمان به.

ووحدت لغته الفكر العربي الذي كانت تتوزعه اللهجات فاستقر على أرضية لغة القرآن.

ومعجزته الكبرى هي أنه بعد هذا التوحيد وحد أمة ملتفة من حوله من سواحل المحيط الأطلسي إلى سواحل المحيط الهادي، ومن الغرب إلى أندونيسيا، كلها تقرأ بهذا القرآن في صلواتها، لا يخلو منزل منها من مصحفه، ويحفظه عن ظهر قلب نصف مليار من البشر، تطبيقا للآية القائلة : "إننا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون" (سورة الحجر 15 الآية 9).

إن ذلك كله يؤكد صدق رسالة محمد عليه السلام، ويبقى بعد هذا أنه ينبغي تصحيح ما يكتبه ويقوله جاحدو دعوته من نسبة رسالته إليه على أنها من عنده، وبمقتضى ذلك يشيرون إلى رسالته باسم الدين المحمدي، فالدين الإسلامي دين إلهي ليس لمحمد فيه إلا البلاغ، كما أن محمدا رسوله قامت الأدلة على صدق رسالته، فالأولى أن يُذكَر باسم الرسول النبي محمد، وليس فقط باسم النبيء كما ينعته الغرب.

الخميس 13 أبريل 2023

الموافق 22 رمضان 1444

 

 

أفكار، آراء ومقترحات
السيرة الذاتيه

نبذة عن حياة الفقيد الأستاذ عبد الهادي بوطالب

رسالة وأهداف

مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري

مقالات وندوات
مؤلفات
المركز الإعلامي