الجمعة 27 سبتمبر 2024
العربية | Français ٰ
العربية | Français ٰ

في مقالاته المتنوعة التي كان ينشرها في عدد من الجرائد العربية، كتب الأستاذ المرحوم عبد الهادي بوطالب بعض الخواطر حول شهر رمضان المبارك، وقد ارتأينا بمناسبة حلول هذا الشهر الكريم، أن نعيد نشر هذه الخاطرة تعميما للفائدة.

خـــــــواطـــــــر وخــــلــــجـــــات

عن شهر رمضان المبارك

-الدكتور عبد الهادي بوطالب-

الإسلام يحض على وحدة المسلمين ويريدهم أن يكونوا أمة واحدة. والاختلاف بين الأمة الإسلامية على تاريخ رمضان يخل بمبدأ الوحدة.

* أليس الأفضل أن تتوحد الأمة على تاريخ واحد لرمضان وبقية الشهور لترسخ وحدتها؟

* أدرك وأعلم أنه جاء في السنة النبوية الحض على رؤية الهلال ليلة الصيام في قول الرسول: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته".

* لكن أتنحصر رؤية الهلال في البصر بالعين حتى في عهد التواصل الإليكتروني الذي يتيح الرؤية ولو كانت السماء غائمة؟

ألا ينبغي أن يتسع الاجتهاد حول الرؤية لتشمل الرؤية الإليكترونية والرؤية البصرية؟ ولتـتحقق بذلك وحدة الأمة الإسلامية حول بداية الشهور ونهايتها؟

* ووحدة الأمة الإسلامية تتجلى في وحدة المظاهر الدينية، خاصة حول شكل أداء فريضة رمضان وأداء صيامه في وحدة شاملة. وفي مواعيد متقاربة يتعاون فيها المؤمن مع أخيه ويترسّخ فيها تضامن المسلمين في أجلى وأقدس مظاهره.

* أعلم أنه لا يمكن توحيد أوقات الصلاة عبر العالم الإسلامي الكبير الواسع من أدناه إلى أقصاه. ولكن توحيد بداية الصيام ونهايته مُـمْـكِـن بين الأقطار الإسلامية متقاربة المطالع (كما يقول علماء التنجيم) كأقطار المغرب العربي، ودول الخليج مثلا.

* في المشرق العربي وعندما كانت مصر والسودان مرتبطتين بوحدة سياسية كان البلدان يصومان ويُـفـْـطران في موعد موحد. أو لنقل كان كل منها يصوم ويفطر على رؤية الآخر إذا رؤي الهلال في أحدهما. وعندما افترقتا سياسيا لم تعد رؤية أحدهما (إفطارا وصوما) مُـلزِمة للآخر. هكذا السياسة غلبت الدين.

* في سن السابعة عشرة من عمري وأنا طالب بجامعة القرويين بفاس في القسم الخامس من الثانوي وأتهيأ للتخصص في الشرع الإسلامي في الأقسام العليا النهائية الجامعية كتبتُ مقالا عن توحيد الرؤية في رمضان والأعياد الدينية ونشرتـُـه في جريدة الزهرة التونسية وجريدة عربية كان يصدرها بسلا المرحوم سعيد حجي. الذي لم يعمر ووافـتـْـه المنية قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره.

وكان لهذا المقال صدى واسع واهتمت به أوساط جامعة القروين لكن لا أحد من العلماء أيده أو دعا إلي إعمال الاجتهاد الشرعي في هذا الاقتراح.

* زرتُ عددا من أقطار العالم العربي والعالم الإسلامي وأنا وزير أو مستشار للملك أو بصفتي المدير العام لمنظمة الإسيسكو الإسلامية واطلعت أثناء رحلاتي المتعددة على مقدار اهتمام العالم الإسلامي بأداء شعيرة رمضان. وأستطيع أن أقول إن البعض من العالم الإسلامي يهتم في أداء شعائر الإسلام بواحدة أو اثنتين منها ويتساهل في الباقي.

نحن في المغرب نعطي الأسبقية بين الشعائر الدينية لصيام رمضان ونعتبر عدم صيامه تفريطا في الدين لكن يتساهل المغاربة في أداء الشعائر الأخرى.

في المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج تعطى الأسبقية للصلاة وتعتبر أسبق الأسبقيات وتغلق المتاجر والمصانع والمدارس في أوقات الصلاة وتغصّ المساجد بالمصلين والمصليات.

وفي موريطانيا تعطي الأسبقة لنبذ الخمر والقمار (الميسر). وأكتفي بهذا على سبيل المثال حتى لا أطيل.

ويهتم المغاربة وخاصة الموسرين القادرين بالتوجه لأداء فريضة الحج أو أداء العمرة ويفضلون أداء العمرة في رمضان.

* شخصيا أديت فريضة الحج وهي واجبة مرة واحدة. ووفقني الله لأداء 57 عمرة تقبل الله.

وكنت كلما ذهبت في مهمة إلى المشرق العربي وأنا وزير ومستشار أو مدير للإسيسكو أحول وجهتي نحو مكة ولو لساعات محدودات أزور فيها المسجد الحرام وأؤدي العمرة تقبل الله.

عن مؤسسة عبد الهادي بوطالب

21 مارس 2023

أفكار، آراء ومقترحات
السيرة الذاتيه

نبذة عن حياة الفقيد الأستاذ عبد الهادي بوطالب

رسالة وأهداف

مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري

مقالات وندوات
مؤلفات
المركز الإعلامي