الثلاثاء 21 مايو 2024
العربية | Français ٰ
العربية | Français ٰ

شهادة الأستاذ قاسم الزهيري

لقد كان عبد الهادي بوطالب في طليعة من مروا بوزارة الخارجية حنكة واقتدارا وحزما

 سفير سابق لصاحب الجلالة

كان للرجل نصيبه في الكفاح من أجل الاستقلال وفي التمهيد لتحرير البلاد. ثم كان له دوره المعروف في تسيير الشؤون العامة بعد ذلك حيث تقلد عدة وزارات بقي في بعضها وقتا كافيا لوضع طابعه المتميز عليها. وكان من ضمنها وزارة الشؤون الخارجية، وتخلل هذه وتلك تقلده منصب السفارة في كل من سوريا والولايات المتحدة الأمريكية

حين تعيينه على رأس الخارجية سرعان ما لاحظت –وأنا آنذاك سفير- تحولا في سلوك الوزارة. في غالب الأحيان نعاني من قلة التواصل بيننا وبين المصالح الوزارية، وكان الخطاب قلما ينفذ بحيث يبقى الممثل الدبلوماسي في حيرة من أمره: يكتب ويكرر الكتابة، يطلب التعليمات ويلح في الطلب، ولا من يجيب بينما المشاكل تتراكم. لم تمض أيام على تعيين عبد الهادي بوطالب حتى تبدل الحال. فأصبحت الطريق سالكة والخطاب مسموعا والمشاكل تعالج بأسرع وقت ممكن وبطريقة معقولة. ولا غرابة في ذلك، فالمسؤول الجديد في وزارة الخارجية رجل عمل ومتابعة يستعين بديوان نشيط وسكرتارية حازمة يسير بواسطتهما المصالح الإدارية بكثير من الانضباط، والصرامة أحيانا. ومن المؤسف أن عبد الهادي بوطالب لم يمكث طويلا على رأس هذه الوزارة.

والحق أقول أنه في طليعة من مروا بوزارة الخارجية حنكة واقتدارا وحزما، ناهيك باستيعابه للقضايا المطروحة واحتوائه للمشاكل المستعصية وقدرته على معالجتها باسرع ما يمكن لما وهب من ذكاء وقاد وسرعة بداهة واقتدار على إيجاد الحلول المناسبة، بالإضافة إلى ما عرف عنه من وضوح فكر وحسن بيان. وقد شاهدنا مواقف ممتازة وقفها في المهمات الدبلوماسية التي وكلت إليه، والمفاوضات التي أشرف عليها والتدخلات التي قام بها أمام المحافل الديبلوماسية دفاعا عن قضية الصحراء المغربية حين كان يطلب منه، وهو سفير في واشنطن، أن يحضر لدعم الوفد المغربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

شهادات
السيرة الذاتيه

نبذة عن حياة الفقيد الأستاذ عبد الهادي بوطالب

رسالة وأهداف

مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري

مقالات وندوات
مؤلفات
المركز الإعلامي