الأحد 19 مايو 2024
العربية | Français ٰ
العربية | Français ٰ

معجم تصحيح لغة الإعلام

يُعنى هذا المعجم بتصحيح بعض أخطاء لُغةَ الإعلام العربي، والمُراد بالإعلام مدلوله الشّامل لكلِّ ما يُنشر ويُكتَب ويُبَثُّ عَبْرَ الإذاعة والتلفزة، وما تَنطُق به الألسنة وما لا تخلو منه بعض الكُتُب من أخطاء لغويَّة، خاصَّة منها الأخطاء الشائعة التي تُنوسي بتكرارها صحيح اللغة وصوابها بحيث أصبح معها الخطأ المشهور أكثر انتشارا من الصّواب المهجور.

ويعتمد الكتاب في تصحيح هذه الأخطاء على أن تطبيق القواعد أفضل وأَوْلَى من استعمال الشاذّ حتى لا تصبح اللغة لغتين. لذا أرجو أن يقبل منّي علماء اللغة العربية هذا التَّوَجُّه الذي أعتبره وحده الكفيل بالحفاظ على وحدة اللغة العربية من خلال وحدة قواعدها النحويّة والصرفيّة، وألاّ يردوا عليَّ بأن الخطأ موجود في الشاذّ من اللّغة.

أقول هذا وأنا أستحضر أن اللّغة العربية نشأت من مجموعة اللّهجات العربية التي فرَّقتها، لكن جَمَعَها القرآن الكريم الذي وحَّدها على لُغة قريش وقال عنها إنّها لسان عربي مبين. ولست ضدّ اقتباس اللّغة العربية كلماتٍ من لغات أخرى، بشرط أن يكون "المولَّد" مسايراٌ لبٍٍٍنْيات اللَّفظ العربي ومتقيِّدا بأوزان الأفعال المعروفة.

  وقد تحدّث عن المولَّد بتفصيل السيوطي في الجزء الأوّل من كتابه "المُزْخِر" ص 304، وذكر الكثير من الألفاظ المولَّدة التي جاءت إلى اللّغة العربيَّة من الفارسية، والروميَّة، والحبشيَّة، والسريانيَّة، والعبريَّة، والتركيَّة القديمة. وجاء بعضها في القرآن فأصبحت بذلك كلمات عربيَّة فصيحة.

اللّغات الحضاريَّة القديمة والحديثة لا تتعدَّد فيها التعابير الدالّة على المعنى الواحد ولا تختلف أشكالها، وتُقدِّمها المعاجم في صيغة واحدة لأن اللّغة لا يمكن أن تكون لغات، ولا بدّ أن تَرِقَى اللّغة العربيَّة إلى هذا المستوى.

وفي جميع أقطار العالم تتأسّس جمعيات للحفاظ على اللّغة الوطنيَّة وتحصنيها من تسرُّب الدّخيل إليها. توجد هذه الجمعية في فرنسا مثلا لحماية الفرنسية من غزو الإنجليزية، لأن حماية اللّغة من الأخطاء والدَّخيل حماية للسيادة اللّغويَّة التي هي جزء من السيادة الوطنيَّة.

وفي كل أمَّة تحترم نفسها يعمل علماء اللّغة على حماية لغتهم الوطنيَّة من الفساد والتشويه. وقد أُثِر عن أحد أعضاء الكونغرس الأميركي كان تقدّم إلى هذا المجلس بمقترح قانون للحفاظ على الإنجليزية أنه برّره بقوله : "إننا نضع القوانين لمعاقبة الجريمة والقتل والفساد فلماذا لا نصنع القوانين لمعاقبة الّذين يفسدون اللغة ويقتلونها؟".

واقتصر هذا الكتاب على تصحيح بعض الأخطاء كنماذج يمكن أن يقيس عليها باحثون لغويون في تصحيح ما لم يصحّحه هذا الكتاب من أخطاء ضاق عنها حجمه المحدود، وآمل أن يتمّموا بذلك الجهد المتواضع الذي قمت به.

د. عبد الهادي بوطالب

مكتبة لبنان ناشرون

الطبعة الأولى : 2006

طُبع في لبنان

مؤلفات
السيرة الذاتيه

نبذة عن حياة الفقيد الأستاذ عبد الهادي بوطالب

رسالة وأهداف

مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري

مقالات وندوات
مؤلفات
المركز الإعلامي